كيف تصل المخابرات الصهيونية إلى القيادات وتغتالهم؟
|
شهيد محمد رجب عوض
|
قد يتبادر إلى ذهنك ما مدى قدرة أجهزة المخابرات الصهيونية على الوصول إلى القيادات سواء السياسية أو العسكرية ومن ثم استهدافهم واغتيالهم بصواريخ الغدر.
يقول مختصون في العلوم الأمنية العسكرية في حديث خاص لموقع المجد أن طائرات الاستطلاع والتي تحوم على مدار الساعة تقريباً فوق المناطق المستهدفة، تمتلك قدرة على التجسس.
فتمتلك هذه الطائرات أجهزة تنصت عالية الدقة تمكنها من التقاط أي اتصال لا سلكي كاتصالات الجوال وأجهزة السيناو والمخشير، بالإضافة إلى امكانية التنصت على اتصالات الإنترنت اللاسلكي Wi-Fi وغيرها من الموجات الكهرومغناطيسية بما تحمله من معلومات.
هذه القدرة والتي إذا اضفنا إليها القدر على تحليل البصمة الصوتية ومقارنتها مع بصمات أخرى مسجلة مسبقاً سيؤدي إلى تحديد مكان الشخص المستهدف ومن ثم استهدافه.
وهذا ما يفسر سرعة تنفيذ عملية اغتيال القيادات بعد ظهورهم وتحدثهم على وسائل الإعلام المرئية، مثلما حدث في يوليو 2006م حيث تم استهداف عدد من القيادات العسكرية في كتائب القسام وذلك بعد أيام قليلة من ظهورهم في برنامج وثائقي لقناة الجزيرة الفضائية تحت اسم "في ضيافة البندقية"، والذي ظهر وتحدث فيه أبو خالد الضيف والشهيد محمد رجب عوض (تم اغتيال الشهيد رجب في نوفمبر 2006).
لقطة من فيلم "في ضيافة البندقية" يظهر فيها محمد الضيف
ويؤكد المختصون أن العدو الصهيوني يسعى بصورة مستمرة إلى تحديث البصمات الصوتية للمقاومين وينتهز أي مقطع أو تسجيل صوتي لتحديث بيناته. ثم مقارنتها ببصمات صوتية يتم التقاطها عبر طائرات الاستطلاع التجسسية.
العملاء على الأرض لهم دور آخر ويعد دورهم أساسي وتكميلي في نفس الوقت، فحسب التحقيقات مع عددا من العملاء يتبين أن دور العميل يعتمد على تأكيد وجود الشخص المستهدف في المكان والذي تم الكشف عنه من خلال طائرات الاستطلاع.
أو من خلال زرع أجهزة تنصت استلموها من الشاباك في أماكن محددة، هذه الأجهزة لديها القدرة على إلتقاط والتنصت لأي اشارة لاسلكي داخل قطر 6 كيلو متر تقريباً. وقد كشف جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة عن هذه الأجهزة من خلال مؤتمراته الصحفية.
المناطيد والتي تنتشر على حدود غزة وفي بعض المناطق بالضفة المحتلة، لها نفس الدور لكن بصورة أكثر دقة. فالغلاف الخارجي للمناطيد عبارة عن ألواح إلكترونية تستطيع التقاط الإشارات اللاسلكية والتنصت عليها. بل يمكنها أيضاً متابعة اتصال لاسلكي (جوال) وتحديد مكان التواجد بدقة عالية.
المختصون يؤكدون على أن استخدام المقاومة لأجهزة السيناو أو المخشير لا يحميهم من عمليات التنصت والتجسس وحتى الاختراق.
لذلك فيجب على المقاومة وخاصة من هم في دائرة الاستهداف الصهيوني الحذر من النقاط التالية:
1- عدم التحدث عبر وسائل الإعلام المرأى أو المسموع أو تسجيل مقاطع صوتيه.
2- الحذر من استخدام أجهزة الاتصالات اللاسلكية وخاصة الجوال، وأن يعمل المقاومة على تغيير رقم هاتفه وجهاز الجوال بين فينة أخرى.
3- في حالات التصعيد ينصح بعدم التحدث نهائياً بأي صورة كانت من خلال الجوال.
4- يمكن للمقاوم استخدام أجهزة السيناو أو المخشير لكن بشريطة أن يكون متحرك ولا تزيد مدة الاتصال عن 50 ثانية.
5- يمكن الاستعاضة عن الحديث من خلال الأجهزة اللاسلكية بالاتصالات الأرضية.
6- كذلك يمكن تكليف أحد الأشخاص والغير مستهدفين بإجراء الاتصال في حالة الطوارئ.
|
تسعدنا مشاركتك معنا على صفحة المدونة على الفيس بوك
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق:
تذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"