بعد واحد وخمسين يوماً من الصمود جاء اتفاق وقف إطلاق النار ليتوج ذلك الصمود بنصر استراتيجي مظفركان له أثره البارز في حالة الفرح العارم عند الفلسطينيين في غزة والضفة والشتات، واحتفلوا مع العالم بهذا النصر، وعلى الجهة الأخرى "الاسرائيلية" فقد سادت حالة من الاحباط والعجز في صفوف المستوطنين، وقام رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بإغلاق هاتفه المحمول وهرب، فيما اعتبر محللون صهاينة أن هذه الحرب أعادت "اسرائيل" للوراء.
جاء الاتفاق الجديد لوقف العدوان الاسرائيلي بناء على تفاهمات نوفمبر 2012م، مع بعض النقاط الإضافية مما أصرت المقاومة عليه، هذا وقد فتح الاتفاق الجديد الباب لمفاوضات إضافية لقضايا خلافية لم ترد في اتفاق 2012م ولم يتم الاشارة إليها نهائياً.
وفيما يلي هي الشروط التي تم الاتفاق عليها من الطرفين، وكذلك نقاط التطابق بين الاتفاق الجديد واتفاق عام 2012:
** النقاط التي جمعت الاتفاقين 2012 و 2014:
1. وقف إطلاق النار والاغتيالات: جاء في اتفاق 2012 أنه على "اسرائيل" إيقاف جميع الأعمال العدائية على قطاع على كافة الصعد: براً وبحراً وجواً، وشمل أيضاً الاجتياحات واغتيال الأشخاص. وجاء في الاتفاق الجديد 2014 أنه يجب وقف إطلاق نار شامل ومتبادل وكذلك وقف الاغتيالات والأهداف.
2. فتح المعابر: جاء في الاتفاق السابق 2012 فتح المعابر وتسهيل حركة الأفراد والأشخاص. في حين نص الاتفاق الجديد 2014 على فتح جميع المعابر بين غزة و"اسرائيل" وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة إعمار غزة فور وقف إطلاق النار ما يضمن رفع الحصار والإعمار.
3. الصيد البحري: جاء في اتفاق عام 2012 أنه يسمح بحرية الصيد حتى 6 أميال بحرية، في حين نص الاتفاق الحالي 2012م على الانطلاق من 6 أميال بحرية على أن تصل إلى 12 ميلاً بحرياً في المرحلة الثانية.
4. معبر رفح: جاء في اتفاق 2012 فتح معبر رفح دون وجود قوات السلطة، أما في الاتفاق الجديد 2014 اشترطت مصر أن يكون بوجود قوات الرئاسة الفلسطينية، وفي ظل أجواء المصالحة والاتفاق القلسطيني الداخلي وافقت المقاومة على ذلك.
5. المنطقة العازلة: في اتفاق عام 2012 لم يكن مصيرها واضحاً، بينما في اتفاق 2014م تم الاتفاق على إلغائها بالتدريج.
** النقاط الإضافية في الاتفاق الجديد 2014:
- الأموال: لم يتطرق إليها الاتفاق السابق 2012، وتم الاتفاق حالياً 2014 على رفع الحظر عن تحويل الأموال لموظفي حركة حماس في القطاع.
- فتح الاتفاق الحالي الباب لمفاوضات أخرى تبدأ بعد أسبوع أو أسبوعين حول قضايا لم تكن مدرجة في اتفاق 2012. وجاء في نص الاتفاق الحالي «استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار».
** الموضوعات الخلافية في اتفاق 2014 التي لم يتناولها اتفاق 2012 وستبحث لاحقا:
- طلب فلسطيني بإقامة ميناء بحري.
- طلب فلسطيني بإعادة بناء المطار الجوي الذي هدمته إسرائيل عام 2001 في رفح.
- طلب إسرائيلي يتضمن استعادة جثامين جنود لدى حماس.
هذا والجدير بالذكر أن المقاومة الفلسطينية على رأسها حركة حماس تملك ورقة قوة وضغط تضمن لها تحقيق جميع مطالبها المشروعة، فهي من بحوزتها جنود الاحتلال الأسرى وكذلك بعض الأشلاء والمتعلقات التي ستكون سبباً في تحقيق مطالبها. فمثلاً الافراج عن أسرى وفاء الأحرار الذين تم إعادة اعتقالهم وأسرى الدفعة الرابعة لاتفاق اوسلو الذين سقط عنهم الافراج بعد انهيار المفاوضات مقابل أشلاء ومتعلقات جنود الاحتلال التي بحوزة المقاومة، وتسليم أسماء العملاء في الضفة والقطاع مقابل معرفة حال الجنود الأسرى، وإقامة الميناء والمطار للدخول في مفاوضات تبادل الأسرى واستعادة أسرى الاحتلال في القطاع.
وكما هو ظاهر في الاتفاق الجديد، أنه حتى تفاهمات 2012 تم تطويرها والإضافة عليها ناهيك عن النقاط الإضافية. هذا والجدير بالذكر هو تصريح د. محمود الزهار -قيادي بارز في حماس- الذي قال فيه: سنبني الميناء والمطار دون أخذ إذن من أحد، ومن يضرب مينائنا ومطارنا، سنضرب ميناءه ومطاره.
تسعدنا مشاركتك معنا على صفحة المدونة على الفيس بوك
~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~
هذه التدوينة استهلكت كثيرامن الجهد و العمل لافادتك..فلا تبخل عليها بدقيقة لتضغط على ايقونة “غرّد” و “اعجاب” ليستفيد غيرك
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق:
تذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"