من بين كل مطلوبي الذراع العسكري لحركة "حماس" كتائب الشهيد عز الدين القسام على مر الوقت، يُعتبر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الأكثر مراوغة، مهارة، وخطرًا. لقد نجا من أربع محاولات اغتيال، جُرح مرتين ونجا، ويُعد من أرفع المطلوبين منذ ما يقارب عقدين من الزمن- القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف.
من هو محمد الضيف؟
محمد الضيف هو أرفع المطلوبين لـ"اسرائيل" منذ تسعينيات القرن الماضي، يطلقون عليه في "اسرائيل" بأنه "اسطورة"، وكذلك أنه بسبعة أرواح، هو الذي يقوم في هذه الأيام بإدارة التفكير الاستراتيجي بشأن أداء الأنفاق التفجيرية، وعمليات التسلل، والكوماندوز البحري، وهو مصمم على إحراز إنجاز بارز أمام إسرائيل في العدوان الحالي 2014 وبكل ثمن: خطف الجنود للتفاوض المستقبلي على مصير الأسرى الفلسطينيين.
5 قادة من الشاباك:
قال مسؤولون رفيعون سابقون في الشاباك إنه "قد تناوب خمسة من رؤساء الشاباك منذ أن صار ضيف المطلوب الأول على قائمة الاغتيالات في إسرائيل. حاول كلهم قتله ووضع يدهم عليه. هم الآن في التقاعد، ولكن هو ما زال يدير المعركة ضدّ إسرائيل".
صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية:
سردت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تفاصيل حول فشل خمسة من قادة الشاباك في اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف أثناء ترأسهم لقيادة الجهاز، مشيرةً إلى أن الضيف هو المسؤول الشخصي عن تطوير قدرات حماس العسكرية.
وقالت الصحيفة في تحقيق مطول عن الضيف: "لقد بدأ العمل الجاد والتطوير على يد محمد الضيف في العام 2000 عندما نشب جدل حول قدرة القسام على تصنيع صواريخ بعد التشاور مع القيادة، والتي على إثرها كلف الضيف عدنان الغول بقيادة المبادرة".
وأشارت إلى أن أول صاروخ تمت تجربته كان في عام 2001 بحضور صلاح شحادة القائد العام السابق لكتائب القسام، مشيرةً إلى أن الضيف قفز وفرح بالصاروخ، إلا أنه نجى من محاولة اغتيال برفقة عدنان الغول.
وبحسب يديعوت فقد تعرض الضيف في وقت لاحق لعدد من محاولات الاغتيال أدت لإصابته في يده وقدمه وعينه، إلا أنه استمر في الابتكار والعمل وصولاً للحال الآن في قطاع غزة.
وشددت على أنه لا يمكن الاستخفاف بتصريحات الضيف فقد صدق عندما قال مؤخراً :" المقاومة نجحت في مباغتة الجيش بالأنفاق وعدد الصواريخ ومداها".
وأكدت الصحيفة أن الضيف طبق دروسًا مستفادة من لبنان، ومنها ايجاد احتياطات في كمية واخفاء الصواريخ في قطاع غزة، بالإضافة لبناء تحصينات في الشوارع وداخل المدن.
وشددت يديعوت على أن الضيف نجا من محاولات اغتيال نفذها 5 من قادة الشاباك رغم حصولهم على موافقة رسمية باغتياله.
وقد كان أول رؤساء الشاباك تضررًا من الضيف الذي اتهمه بتنفيذ عملية فدائية هو يعقوب بيري الذي كان أول من يعلن أن محمد الضيف مطلوب لإسرائيل.
وتساءلت الصحيفة :"هل يبقى الضيف لما بعد انتهاء ولاية رئيس الشاباك الحالي أيضا ليعيد تجهيز حركة حماس جيدا، وتكون أكثر تصميما وجاهزية وذكاء لأنه لا يؤمن بسلام أو هدنة مع إسرائيل لمدة طويلة".
ونقلت الصحيفة عن أحد قادة الشاباك تأكيدهم أن شعبية محمد الضيف تأتي لأنه يخرج من تحت الرماد وينهض ليكمل طريقه، الأمر الذي جعل الشارع الفلسطيني يقف خلفه بشكل كبير.
وزعمت الصحيفة أن تدمير الجيش لمنزل الضيف في خانيونس بصاروخ زنته طن رغم علم الجيش أن المنزل فارغ بمثابة رسالة لأنه سيأتي اليوم الذي يغتال فيه.
وأوضحت أن ما يمنع اغتياله أنه يحافظ على بيئة أمنية خاصة به ولا يحمل الهواتف ولا يستخدم الحواسيب، بل يتواصل عبر المشافهة أو بالرسائل الورقية.
ونوهت الصحيفة إلى أن أجهزة الأمن الصهيونية تقدر أن الضيف سيبادر لتطوير الكوماندوز البحري بعد اعتراض القبة الحديدية للصواريخ التي تطلق من غزة.
محاولات الاغتيال:
1. وقالت الصحيفة أنه في 26 سبتمبر 2002 رصد عميل للشاباك محمد الضيف يستقل سيارة في شارع الجلاء فأطلقت طائرة "أباتشي" صاروخين على السيارة فقتل اثنان من حراسه وأصيب ثلاثون من المارة لكن الضيف نجا رغم إصابته بحروق قاسية بنسبة 80٪ وفقد عينه وأصابت رأسه شظايا ما زالت تسبب له أوجاعا حتى اليوم.
وزعمت الصحيفة أن الخوف من الملاحقة الاسرائيلية منع الضيف من التوجه للمشفى بينما عولج تحت رعاية القيادي محمود الزهار وبعدها على يد أطباء قطريين.
2. وأكدت أن الجيش حاول اغتيال الضيف في السادس من سبتمبر من العام 2003 عندما قصف منزلا كانت تجتمع فيه قيادة حماس: اسماعيل هنية وأحمد ياسين، لكنه نجا مع جميع قادة حماس.
3. وأضافت "في 12 يوليو 2006 علم الشاباك أن الضيف سيزور منزل عائلة أبو سلمية، وبعد وصوله قصف المنزل وأصيب بجراح متوسطة، لكنه اضطر للتوقف لعامين عن العمل وذهب إلى مصر للعلاج، وعين الجعبري خلفاً له، وفق الصحيفة.
وزعمت الصحيفة أن الشاباك توقع موت الضيف خلال شهور قليلة إلا أنه فاجأ الاحتلال بقدرته على العمل واستخلاص العبر وتطوير القدرات القتالية، التي تعد الأنفاق أبرز معالمها.
سبب بقائه حياً:
السبب الرئيسي الذي يعود له الفضل في نجاحه في التخفي والمرواغة هو أن الدائرة المحيطة به ضيقة جداً، ولا يتعامل أو يستخدم التكنولوجيا أو الهواتف في التواصل إنما مشافهة أو بالبطاقات والأوراق، يشير المقرّبون القلائل من الضيف إلى أنه كتوم، يحافظ على صورة هادئة. يعيش الضيف في قطاع غزة ويداوم على تغيير مستمر لهويته. السبب الوحيد في أنه ما زال حيًّا هو أن دائرة الرجال الذين حوله ضيقة جدًا".
تسعدنا مشاركتك معنا على صفحة المدونة على الفيس بوك
~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~
هذه التدوينة استهلكت كثيرامن الجهد و العمل لافادتك..فلا تبخل عليها بدقيقة لتضغط على ايقونة “غرّد” و “اعجاب” ليستفيد غيرك
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق:
تذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"