وثائق بنما تفضح الوجه الحقيقي لزعماء الإصلاح ومكافحة الفساد
كشف تحقيق صحفي ضخم عن تورط أكثر من 140 شخصية سياسية عالمية إلى جانب
رياضيين ومقربين من رؤساء حاليين وسابقين تورطهم في عمليات تهريب وغسيل أموال في
أكبر ضربة تسدد إلى الملاذات الضريبية وشركات الأوفشور وهي عبارة عن شركات ومصارف
خارج بلد المودع تكون إما ذات ضرائب منخفضة أو لا تخضع للرقابة الدولية.
قادة العالم ورؤساؤه فيما يتشدقون أمام الاعلام ويرفعون لواء الإصلاح
ومكافحة الفساد وفيما يلاحقون ويداهمون ويقضون على منابع الفساد على حد زعمهم،
يقومون هم بتولي هذه المهمة عنهم، فتجدهم يهربون المليارات كما هم الدائرة الضيقة
من الرئيس الروسي بوتين، أو يقيمون شركات لغسيل الأموال كما هو نجل الرئيس المصري
السابق علاء محمد حسني مبارك "العميل فائق الخطورة" كما وصفته وثائق
بنما، أو يتهربون من الضرائب كما يفعل اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي وأبوه.
وغيرهم من الأسماء الكبيرة في الساحة السياسية ممن هربوا الأموال حول العالم، مثل:
الرئيس السوري بشار الأسد، الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، ملك السعودية سلمان
بن عبد العزيز، أمير قطر السابق حمد بن خليفة، رئيس
الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي.
وكذلك من الرؤساء الدوليين: الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، رئيس وزراء آيسلندا غونلاوغسون، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، كما تضمنت القائمة رؤساء سابقين مثل
رئيس وزراء جورجيا السابق بيدزينا إيفانيشفيلي، ووالد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ومقربون من الرئيس
الفنزولي السابق هوغو تشافيز، إضافة إلى شركات
مرتبطة بأفراد من عائلة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" الذي يرفع لواء مكافحة
الفساد في بلاده وغيرهم الكثير، والقائمة تتشعب أكثر فأكثر لتصل إلى عالم الرياضة وتهز عروش الفيفا
من جديد في فضيحة تورط 4 من الأعضاء الـ16 في الهيئة التنفيذية
للفيفا، وكذلك لاعبوا عدد من الفرق المرموقة أمثال ريال مدريد وبرشلونة وغيرهم.
أكثر من أحد عشر مليون وثيقة بحجم يفوق
2 تيرابايت من البيانات التي تعود من عقود خلت من الزمان إلى يومنا هذا، وبالتحديد
من سبعينيات القرن الماضي إلى العام الحالي 2016 تم تسريبها من مكتب المحاماة
والخدمات القانونية البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية
منذ 40 عاماً، فضحت عمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة أوفشور في أكثر من 200 دولة
ومنطقة من أقصى العالم إلى أقصاه في أكبر ضربة للملاذات الضريبية.
يأتي هذا التحقيق الاستقصائي الذي قام
به "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين" بعد حصول صحيفة "زود دويتشه
تسايتونغ" الألمانية على الوثائق المسربة وتوزيعه لها على 370 صحفي من 70
دولة حول العالم منهم: النمسا وسويسرا والأرجنتين وكندا و "الكيان
الصهيوني" واليابان وبلجيكا وغيرهم شاركوا في غضون عام كامل في هذا التحقيق
الاستقصائي؛ لتعيد إلى الأذهان وثائق "ويكيليكس" السرية التي نشرت في
عام 2006 والتي تسببت في ردات فعل واسعة النطاق، بالإضافة إلى تسريبات سنودن
المحلل السابق في وكالة الأمن القومي الامريكية والذي كشف فيها عمليات التجسس التي
تقوم بها الوكالة.
ويكشف الاتحاد إلى أن المصارف ومكاتب
المحاماة وغيرهم ممن يعمل في الملاذات الضريبية لا يهتمون إن كان عملاؤهم متورطين
في عمليات إجرامية أم لا في إشارة إلى أنها تسعى للربح والاستثمار فقط، وأن الغاية
تبرر الوسيلة مهما كانت طرقها أو مصادرها.
من جهته حاول مكتب المحاماة "موساك
فونسيكا" لملمت القضية وحرف أنظار العالم عن هذه الفضيحة المدوية بخطوة يائسة
عن طريق تنديده الواسع لها، ووصفها بالجريمة والجناية التي تنتهك الخصوصية التي هي
من حق كل إنسان في العالم رئيساً كان أم متسولاً –على حد زعمه-وأنها هجوم يستهدف
بنما بأسرها، وارجع المكتب أنها هذه الخطوة جاءت بسبب الحسد وعدم مقدرة الدول
الأخرى مجاراة القدرة التنافسية الهائلة لها على جذب الشركات العالمية.
وثائق بنما فضحت هذا العالم الذي يكيل
بمكيالين، فإن كنت فرداً عادياً أو رجل أعمال دون نفوذ أو سلطة فستجد سكين القانون
جاثم فوق عنقك ينتظر أقل فرصة للقضاء عليك أو ملاحقتك، لكن إن كنت صاحب نفوذ وسلطة
فإنه يحق لك تجاوز كل الحدود الحمراء وانتهاك كافة القوانين، وممارسة ما تشاء من
الأنشطة ولا يهم إن كانت شرعية مسموح بها للجميع، أو غير شرعية تحاربها ليل نهار أمام
العامة والاعلام، المهم ألا تقوم بها بالعلن وأن تكون طي السرية دون أن يكتشفها
أحد.
المثير للسخرية أن هؤلاء القادة يسرقون
ملايين ومليارات من الأموال التي تبقى سرية جداً ويتعاملون معها بحذر شديد، لا
يسمحون لأحد غيرهم بسرقة ولو حفنة قليلة من الدولارات حرصاً منهم على إبقاء العدل
واحقاق سلطة القانون كما يزعمون، وبعد هذه الفضائح المتوالية هل سيبقى العالم يصدق
شعارات قادته البراقة، وأقواله المنمقة، بأي وجه يستطع به هؤلاء القادة المزيفون
مواجهة شعوبهم والخروج عليهم بخطط وقوانين لمكافحة الفساد. بالتأكيد ستفتح الكثير
من ملفات التحقيق والاستجواب والمحاسبة للكثير من الجهات المتورطة، وفي النهاية
ستظل نتائج تلك التحقيقات وملفاتها في الأدرج والمكاتب لا يعرف أحد إلى ما وصلت
إليه إلى أن يتم تسريبها وفضحها في المستقبل.
تسعدنا مشاركتك معنا على صفحة المدونة على الفيس بوك
~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~
شارك وانشر هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي ليستفيد غيرك ..
ورجاء لا تنسخ الموضوع دون أن تذكر رابط المصدر ( مدونة كنوز ) فإن هذا سرقة لمجهود غيرك
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق:
تذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"