هناك الكثير من الشركات ما أن تركز مجهوداتها في تطوير خدمة العملاء لديها، فإن أول ما يتبادر في ذهنها هو تطبيق برامج أو أنظمة تزيد من فعالية الخدمات وسرعتها ونتائجها الدقيقة بالتالي كسب ثقة العملاء وزيادة عددهم، لذلك تلجأ بعض الشركات بوضع قرار شراء نظام جديد ليواكب العصر ولتتحقق الاستراتيجية العامة وهدف الشركات السامية وهو زيادة عدد العملاء وثقتهم وبالتالي تحقيق النتائج الأفضل. ولكن هل معايير الاسلام في الريادة تنافي ما نقوم به؟
أتطرق لما أريد توضيحه في مجالي الخاص بالريادة التقنية في تقنية الأعمال، ومدى الصلة الوثيقة بين تطبيق معايير الإسلام وتطبيق الأنظمة في الشركات.
نستنبط من ديننا ما قاله الله سبحانه عن كفار مكة “قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ ۚ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ“. [الروم: 42]؛ فهلكوا بإشراكهم، وظلَّت مساكنهم ومنازلهم خاوية. وقوله تعالى: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ”. [الروم: 41] أي بات النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي، وقال أبو العالية: “مَنْ عَصَى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض”؛ لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة، ولهذا جاء في الحديث: “لَحَد يقام في الأرض أحب إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحاً”. [سنن أبو داوود]؛ والسبب في هذا أن الحدود إذا أُقيمت انكفّ الناس عن تعاطي المحرمات، وإذا تركت المعاصي كان سببًا في حصول البركات من السماء والأرض.
من هذا القول نستنتج أن تطبيق السياسات والاجراءات على الأنظمة لجميع المستخدمين كلّ يعمل حسب الصلاحيات الموكلة له بشكل (نظامي) سيعطي نفس النتيجة المرجوة إذا طبقت معايير الإسلام في تحقيق الريادة التقنية، ومن الممكن القول إن الأنظمة على أرض الواقع العملي يساعد على عدم التخاذل أو التجاوز للحدود وإلا سيعاقب، كذلك عدم تطبيق المعايير الإسلامية يؤدي غلى التخاذل أو تجاوز الحدود وإلا سيلقى جزاؤه.
دور الريادة التقنية في تطبيق القوانين الشرعية
من وجهة نظري، أجد أن الريادة التقنية قد تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تعزيز وتطبيق القوانين الشرعية داخل النفس البشرية، وذلك من خلال العمل اليومي بشكل نظامي ليتحدى جميع أنواع الفساد الإداري في تمرير المعاملات، هذا مما يفرض على جميع الموظفين التقيد بلوائح وأنظمة الشركة المعتمدة وتعزيز الثقافة الإسلامية والاخلاص والخوف من العقاب.
وإذا ما تمَّ تطبيق الريادة التقنية في المؤسسات، سنجد أنه كلما تدرَّجَ الموظف في السلم الإداري وصولًا إلى القائد الأعلى كان أَدْعَى أن يتقيد بجميع المعايير، فإن زاد العبء عليه؛ قسّم المسؤوليات على أصحاب الكفء والدراية كلّ في مجال تخصصه، كما كان في عهد عمر رضي الله عنه حينما اختلط العرب بسكان البلاد المفتوحة وازدادت القضايا قام بفصل القضاء عن الولاية، وعيّن راتبًا لكلِّ والي وقاضي؛ لإحقاق الحق وإقامة العدل بين الناس.
تسعدنا مشاركتك معنا على صفحة المدونة على الفيس بوك
~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~
شارك وانشر هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي ليستفيد غيرك ..
ورجاء لا تنسخ الموضوع دون أن تذكر رابط المصدر ( مدونة كنوز ) فإن هذا سرقة لمجهود غيرك
ما رأيك بالموضوع !
0 تعليق:
تذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"